مقالات


لان رأيكم بصدد الإشكاليات الاقتصاديةّ والاجتماعية والسياسية، التي نعيشها سواء على المستوى الجهوى أو الوطني، يهمنا كثيرا ولان مواقفكم بصدد الظواهر التي نعيشها ستساعد على فهمها بشكل أفضل، نقترح عليكم هذا الفضاء المفتوح لإبداء آرائكم .

كل المقالات والآراء التي تصلنا، سيتم نشرها بعد اطلاع الطاقم عليها، فقط ننبه على ضرورة احترام الملكية الفكرية ومراعات الذوق العام ، ولاباس بالاختصار قدر الامكان ، شعار هذا الفضاء لا تؤجل فكرة اليوم إلى الغد.

ابعثوا بمساهماتكم على العنوان التالى:
SIDIHADDY@GMAIL.COM
________________________________________________________________
الاراء الواردة فى هذه الصفحة لاتعبر بالضرورة عن راي المدونة
________________________________________________________________
المقال الاول:








بقلم: الحسين ولد بيب ديدي

الحسين بيب ديدى

الجهل والتخلف الى متى و لماذا؟
من الطبيعي أن اتحدث للمتصفح الكريم عن هذا الموضوع خصوصا أنني من أبناء مقاطعة تعرف بثالوث الداء ) الجهل، التخلف، الفقر ) ومن الطبيعي كذلك أن أتحدث في هذه الأيام التي رفعت الأقلام فيها وجفت الصحف عن إشكالية الجهل والتخلف في الوقت الذي دخلنا فيه عصرا جديدا تاركين وراءنا ذالك الماضي المشرق بعاداته السمحة وتقاليده النبيلة و التي لم تعد فى كثير من الاحيان تتماشى وروح العصر .. اننا في هذه الأيام في عصر القرية الواحدة عصر الثقافة والتعلم، عصر تشتعل فيه معركة التنافس في أنحاء المعمورة ولا يستطيع المرء أن يعتزل هذه المعركة ويبتعد عن نيرانها, وفي كل يوم يتسع مجال التنافس والذي بدون شك سيهوي بالجهلة إلى مكان سحيق .
لذلك كان لابد لنا من دخول المعركة شئنا أو أبينا وبفرض هذا الخيار علينا لم نعد نستطيع التردد .. فعلا استطاع البعض منا دخول المعركة عن طريق العلم والتعلم الذين يعتبران ضروريين لكل إنسان يريد البقاء، فبهما فقط يتحقق التقدم والرقي ويهما تورد حلبة الصراع ...وفي المقابل بقي الكثيرون وراء القضبان دون أن يستطيعوا الدخول إلى العصر الجديد وذلك لسببين اثنين هما الجهل والتخلف الذين عانى منهما المجتمع ومازال يعاني وريما يستمر ذالك لأجيال اخرى اذا لم نبادر باستئصالهما، لذلك فعلى الجاهل والمتخلف أن يساعدا المجتمع في علاج دائهما خصوصا بعد أن تعددت أسباب العلاج بداية بالمحاظر المنتشرة في ربوع الوطن والحمد لله ومرورا بالمدارس التي لا يخلوا منها أي تجمع مهما كان صغره  وعزلته وختاما بالشبكة العنكبوتية.
وبهذا وضع الجاهل والمتخلف أمام جملة من الحلول من المجدى الالتفات إليها لإخراجه من النفق المظلم الذى بعيش فيه...
ومن جهة أخرى فالجاهل والمتخلف اليوم يعيشان عصرا ذهبيا ان صح التعبير فبجلوس احدهم ولمجرد ساعات في محظرة أو مسجد، يستطيع أن يخرج وقد غسل عن نفسه درن الجهل ونفض عنها غبار التخلف ولذلك فالجاهل والمتخلف مطالبان اليوم  أكثر من أي وقت مضى إلى الالتفات إلى نفسيهما فهما لم يخلقا ليكونا هكذا وهما ليسا اقل شأنا من الآخرين لكن بالتعلم فقط تنمحى الفوارق، فعليهما إذا أن يتعلما حتى يستطيعا أن يلحقا بركب العصر خصوصا أنهم مازالوا يجدون  من يقف معهم ويمد لهم يد المساعدة لإخراجهم من ظلام الجهل والتخلف إلى نور الحضارة والتعلم.
وأخيرا لا أقول هذا هراء ولا ثرثرة وإنما هو فقط من وجهة نظري.
______________________________________________________

المقال الثانى:بقلم: سيدى ولد حدى











سيدى ولد حدى

فوائضهم من نواقصنا
ليسمح لى القارئ بفذلكة نظرية عن مفهوم "الفائض" والذى يشبه الاختلال الشديد فى الموازين، فقد كان مفهوم "فائض القيمةّ" (PLUS -VALUE) فى الاساس مفهوما ماركسيا، يشير الى استحواذ الرأسماليين فى أي مجتمع على نصيب الطبقات الكادحة من العملية الانتاجية فهذه الطبقات هي التى تخلق بعملها وكدحها القيمة الاقتصادية لأي سلعة تباع وتشترى، ومع ذالك فان الرأسماليين هم اللذين يستحوذون على النصيب الكبير من هذه القيمة و لا يتركون للعمال إلا الفتات الذى يبقيهم بالكاد على قيد الحياة، حتى يعودوا للعمل فى اليوم التالى، وبصرف النظر عن صحة او خطا مفهوم فائض القيمة فانه اصبح اداة تحليلية هامة.
كما ان مفهوم "فائض" اصبح يستخدم فى سياقات اخرى، تعانى من سوء التوزيع أي تنعدم فيها العدالة والفائض يقابله دائما ناقص وجمعها "فوائض" و "ونواقص" ومحل الشاهد هنا الاختلال التوزيعى فى السلطة والثروة والحرية بين حفنة صغيرة عدديا من التجار الكبار والضباط السامون و اشباه المثقفين الاوائل و لوبيات تدور فى فلكهم من ناحية، وبقية فئات المجتمع الموريتانى من ناحية اخرى، فهؤلاء البرجوازيون و الخمس مائة موريتانى اللذين يحضرون افراحهم يستحوذون على كل "الفوائض " اما النواقص فالثلاثة ملايين موريتانى الاخرون، يعانون بدرجات مختلفة من كل النواقص، فكل نقص فى خدمة او سلعة لدى موريتاني كادح يوجد منها فائض كبير لدى هذه الطقمة المتنفذة والخمس مائة اصدقائهم وحلفائهم، سواء كان الحديث عن الثروة او الوظائف او السكن او التعليم او الرعاية الصحية او رفاهية الترويح والترف، او حتى الشذوذ اكرمكم الله.
ربما يشعر هؤلاء انهم محصنون بجيوشهم وزبانيتهم ضد أي مقاومة فعلية او محتملة، فى الامد المنظور " وغير المنظور أيضا" ورغم ما يقال عن مسالمة وموادعة الشعب الموريتانى، وحرصه على الاستقرار والاستمرار، إلا انه حين يفيض به كيل الظلم والغبن وضبابية الافق فلا يدرى احد إلا الله ما الذى يقوم به من ردود فعل غير معتادة قد تعصف لا قدر الله بمستقبل كل البلد. والربيع العربي الذى تعيشه  المنطقة انذار واضح على ان الشعوب اصبح لديها الاستعداد لاستخدام العنف فى سبيل مطالبها، اما نحن فقد  ضقنا ذرعا بالأنظمة، بعد كل المسرحيات والصدمات التى مررنا بها، وبكل تأكيد لا يتحمل النظام الحالى كل المسؤولية عن هذه التراكمات، لكن الموريتانيين يحتاجون منه الى كبح  جماح هذه اللوبيات المتسلطة وإجراءات استعجالية لحل مشكلة الفقر والبطالة ومحدودية الجيب الذى تعانى منه الأغلبية الساحقة من شعبنا القليل العدد والمتعدد الثروات وهو ما لم يتحقق حتى الان.
____________________________________________
 
 المقال الثالث:











بقلم: عثمان جدو
عثمان ولد جدو
 



لماذا وزارة الدولة... للفساد ؟

لقد أعلن وزير الدولة في الموسم الماضي للتحويلات (سبتمبر .أكتوبر) أن ولايتي كيدي ماغه والحوض الشرقي ممنوع على طاقم التدريس فيهما التحويل خارجا عنهما , وعزى ذلك إلى الحاجة الماسة لكل من الولايتين إلى  أطقمهما ,وما لبث التدريس أن استمر ومضت فترة من السنة الدراسية حتى شهدت الساحة التربوية تحولات وانتقالات متزايدة ومختلفة على عكس المعهود والمعلن عنه سلفا من الإدارة الراعية للتحويلات وتحركات الأطقم في البلاد عموما والتي نصت على أن التحويلات لها فترة خاصة قبل الافتتاح مباشرة ,وحدث ذلك بالفعل في تحويلات قيل أنها عامة لكنها عكس ذلك , تبعتها تحويلات جزئية في شكل تبادلات مطلوبة , حدث هذا والشكل الخارجي يوحي بالسلامة لكن الذي خفى معتل , فحدثت التدخلات الغير شريفة والتزوير في أثواب مختلفة لكنها رثة وعفنة , ومن  أمثلة ذلك أن الخارج من كيدي ماغه والتي يمنع الخروج منها يكتب له في لائحة التحويلات أنه خارج من ولاية أخرى اترارزة مثلا المزدحمة والزائد طاقمها ويوجه إلا الوجهة المراده وكذا الحال بالنسبة للحوض الشرقي .
وفي الجانب الآخر قال الوزير لا داخل لولاية انواكشوط أبدا شأنها شأن اترارزة وانواذيبو والحوض الغربي والسبب هو توفر هذه الولايات علي الطاقم الكافي بل الزيادة بشهادة الجميع وخاصة الحوض الغربي الذي تجاوز الحد في زيادة الطاقم  على الحد المطلوب حسب قولهم , ولأن هذه الولايات تشكل دائما الوجهة المطلوبة عند أغلبية المدرسين .
وكلام الوزير وقرارات الوزارة طبعا هي تشريع منظم وملزم للعاملين في الوزارة وهي عبارة عن قرارات حكومية تعكس السياسات وتثبت السيادة .
لكن الذي لم يكن في الحسبان أن يكون كل هذا الكلام وكل تلك القرارات مسرحية هزيلة لا تساوي صوت الجهاز الذي مررت معه أو الحبر الذي كتبت به أو اللحظة التي أمر بها فيها شفويا . فلقد ظهر المتنفذون وبينوا علو كعبهم على قرارات الوزارة والوزير الأكبر , وطبعا كذبوا القرارات وفندوا تلك الشعارات بتدخلاتهم ووساطاتهم وتحويلهم لمن أرادوا وإلى أين شاءوا.
وهذه أمثلة من باب الاستئناس لا للجمع ولا للحصر , فمثلا تم تحويل :
ـ معلم في مدرسة الشلخة الدخنة ـ بلدية لعبلي ـ مقاطعة ولد ينج ـ ولاية كيدي ماغه .التي قال الوزير أن الخروج منها ممنوع والغريب في الأمر أن وجهة المحول كانت ولاية انواكشوط التي يمنع دخولها أيضا , لكن البعض سهل علينا فهم القضية وأخبرنا أن المعني من مواليد. بو امديد , بل أكثر من ذلك فهو الجار ذو الجنب لرمزها الأول "الجنرال المهاب" .... حدث هذا في الشهر الماضي (منتصف السنة الدراسية).
ـ ومعلم آخر ومعلمتان تم تحويلهم من مدارس ولد ينج البلدية المركزية  (المدرسة 1ـ2) إلى إنشيري والحوضين على التوالي .
ـ ومعلمان آخران تم تحويلهما من بلدية لحرج  (مدرسة: لحرج كراج ـ مدرسة: حاسي بكرة) ـ مقاطعة ولد ينج ـ ولاية كيدي ماغه إلى ولاية لعصابة .
وآخرون في الولاية وفي غيرها يتقاضون رواتبهم دون الوقوف على أماكن عملهم حتى من باب أولى العمل والدوام .
وطبعا مقاطعة ولد ينج مقاطعة صغيرة ومعزولة و ما يحدث فيها خفيف جدا مقارنة مع ما حدث في سيليبابي عاصمة الولاية ومن أمثلة ذلك :
تحويل معلمة في المدرسة رقم .8. مدينة سيليبابي عاصمة كيدي ماغه التي يحرم الخروج منها إلى الحوض الشرقي
حدث هذا أسبوعين قبل الراحة الفصلية الأولى ـ  منتصف شهر دجمبرـ
وأخرى تم تحويلها بداية السنة الدراسية إلى الحوض الغربي الذي يحرم دخوله.
ومعلمتان في المدرسة رقم .10. مقاطعة سيليبابي مختفيتان ولهما جهة متنفذة تريحهما من تعب الحضور.
وأخرى مختفية من المدرسة رقم .11. منذ قترة
.ومعلمة مختفية من المدرسة رقم .8.
ومثيلتها مختفية من المدرسة رقم.6......وماغاب عن ملاحظتنا وإدراكنا أكثر
هذه أمثلة فقط وليست حصرية  بل هي قيض من فيض ونقطة في جنب ثور .
 وما فوضى التحويلات في هذه الولاية بالحصرية عليها فما حدث فيها يحدث وأكثر في مختلف ولايات الوطن
فقد شهد الحوض الشرقي الذي يحرم خروجه تحويلات كثيرة مطلع العام الدراسي وإلى وجهات مختلفة وكذا الحال بالنسبة للحوض الغربي ولقد دخل بعض المحولين منه إلى انواكشوط تحديدا بتدخل مباشر من مدير التعليم الأساسي لأنه يكرم الجار ومن بين المحولين جارته .
وتنتشر فوضى التحويلات في مختلف الولايات الأخرى وسيجد ذلك من يكشفه ويكشف حجم ازدراء المدرس واحتقاره من طرف الإدارة مركزية أو إقليمية ومن طرف المتنفذين أيضا وجهاء كانوا أو مرتشين ، سياسيين كانوا أم عسكريين.
قد نقول أن الوزير ووزرائه من بعده يهتمون بهذا القطاع ويتفانون في خدمة الوطن ولن يغفلوا أو يتغافلوا عن ذلك، لكن ما تفسيرنا
لكثرة التحويلات وفوضويتها ؟
وما سر انتشار ذلك في فترة الدراسة التي يحرم فيها التحويل ؟
وما سر تنامي وتزايد المبالغ المالية المدفوعة من طرف بعض المحولين والمتبادلين؟  وهل سماسرة الإدارة الموفقين بين أطراف التبادل محرومين من تذوق تلك النقود المدفوعة على هامش التبادل والتي وصلت في بعض الأحيان إلى :
(600.000) أوقية بين بعض الولايات و انواكشوط ووصلت إلى النصف بين بعض الولايات الداخلية .
هل كل هذا حدث ويحدث دون علم الإدارة ؟ أو رعايتها أو مباركتها ؟ ـ مخطئ من ظن ذلك ـ
 ـ هناك احتمالين قائمين : أحدهما أن الوزير ووزرائه من بعده لم يحصل لهم العلم في ما حدث ويحدث من فوضوية التحويلات على مدار السنة الدراسية وأثناء موسم التحويلات أيضا . وإن صدقنا أنه فات عليهم الأمر دون علم، فهل يعقل أن يفوت ذلك على الأمين العام ومدير التعليم الأساسي ؟ وإن فاتهم فهل يفوت على رئيس مصلحة التحويلات (المسؤول المباشر)؟ .
وإن كان الأمر كذلك فمن المسؤول عن هذه التحويلات ؟ ومن ينفذها ؟

ـ لعله البواب أو السائق أو مؤذن المسجد الموجود في الوزارة........ !!!
ـ الاحتمال الثاني أن يكون الوزير ومن حوله على دراية تامة بالموضوع بل هم المنفذون له كالعادة فتلك طامتنا الكبرى ...
ـ ملاحظة أخيرة :بعض هؤلاء المحولين المذكورين آنفا وبعض المختفين أيضا ترسل الإدارة الجهوية كالعادة رسائل تفيد بغيابهم من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لكن كشوف رواتبهم تعود إليها طبيعية دون تغيير كي يتأكد للإدارة علو يد المتنفذين الَذين يقفون دوما وراء الخارج عن القانون ليبقى المدرس المجد مهملا يعاني الأمرين عقودا من الزمن في أعماق اللعنات الجغرافية..



___________________________________________________________
المقال الثالث:
بقلم: سيدى ولد حدى
سيدى ولد حدى

من مذكرات مدرس بعالم القروي
بعد ليلة ارق وكوابيس ايقظتنى جلبتهم على باب الحجرة كأنهم يقتحمونه، و بحركة لا ارادية طويت الحصيرة على البطانية وجعلتها فى الركن، ونهضت رافعا صوتى " بهدوء"...

فتيات وفتيان على عتبة الشباب يزج بهم فى بقاع كأنما وجدت عبثا، مدرسة او قسم ينبتان وسط الفلاة، كما النباتات الصحراوية المتناثرة، وكما الاحجار والصخور القادرة على الصمود فى تلك المناطق، تقاوم سيول امطار الخريف وزمجرات رياح الشتاء، ونفحات قيظ الصيف، وحدها الاحجار تمتص غضب الطبيعة ولعناتها، مناف لم تراع حقوق اختيارها لقاصديها، تبدأ المعانات ببساطة، عندما يقرر احدهم الاستقرار ببيداء مقفرة وبناء عريشين، وتقديم كبش للمدير الجهوى للتعليم المسؤول عن المقاطعة مقابل فتح قسم وتمكينه من رقبة معلم، وهكذا لكل كبش معلم وقسم، قد تقلك عربة حمير او سيارة اجرة كبيرة رقص الزمن عليها وغنى - ان كانت الطريق تسمح -  ثم تتابع المشي على قدميك، على ظهرك زادك وحاجاتك حرصت والدتك على ان لا تغفل عن ما يلزمك كأنها تعدك للجهاد، لو كان الحمل خفيفا او المسافة قصيرة او الطريق مستوية او الحرارة معتدلة او الحذاء مريحا، لكم ستكون محظوظا. تصل الى المدرسة و اول سؤال يتبادر الى ذهنك الم يجدوا إلا هذا المكان المقفر لبنائها؟
تستمر رحلتك من مدرسة الى مدرسة ومن حجرة الى حجرة ومن معانات الى معانات، هل يكفى نصف عمرك كي يتسنى لك العمل بالمدينة، هل يكفى نصف عمرك كي تستفيد من الماء الصالح للشرب والكهرباء ومن الطريق شبه المعبد. كله يهون فقط لو لم تكن المستويات الموكلة اليك متعددة، فقط لو كان هؤلاء المتعلمون يفهمون ما تتلفظ به، فقط لو ان السقف لا تتسرب منه المياه، فقط لو لم تكن المنطقة مرتعا للعقارب و الثعابين، فقط لو ان قرارات التحويل تراعى خصوصية عالم الريف هذه، كم كان عبقريا من قسم مجتمعنا الى عالمين ريفي وحضري، احقا تكفيهم علاوة "البعد" واي علاوة هذه؟ لعل تعقيب المسؤولين ان هذه الحالات خاصة، لكننا نأمل ان تكون قرارت التحويل التى يصدرها هؤلاء المسؤولين  الذين لا يدركون ما نكابده من مشاق،  هي الاخرى عادلة، كما نأمل ان يرفع السادة المدراء الجهويون قيمة المعلم عن الكبش ان يجعلوه ثورا او جملا.
__________________________________________










المقال الرابع:
بقلم : موسى ولد الشيخ المهدى

ولدينج عطش و تلاعب
قال تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون"
قديما قيل انه أعز مفقود وأهون موجود، عصب الحياة، عليه يقوم الوجود، فلا يمكن أن يتحرك أي شيء إلا به وبدونه تتوقف بوصلة العالم عن الحركة، يعرف ذالك كل كائن حي ولا يستطيع إنكاره، الإنسان يموت دونه ويحي به لكن في بلدنا المليء بالمفاجآت توجد مدينة أنشأت في الستينات(ولد ينج) بمعزل تام عن العالم لا مياه ولا كهرباء إلا ما كان قيض من فيض التبرعات التي تؤكل عشرات المرات قبل أن تصل و إن وصلت تصرف في غير مقصدها ، حنفية متهالكة قديمة ، وشبكتها لا تعم المدينة و خزانها واحد سعته لا تكفي لسقاية مئة نسمة - وقد أخنى عليها الذي أخنى على لبد - فما با لك بمقاطعة ساكنتها آلاف الأشخاص تعودوا هذا فألفوه وتآلفوا مع عطش دائم لا يجدون المياه إلا ساعات معدودة و عليهم معلومة و مقدرة و تارة يلجؤون إلى للآبار التي أغلبها ليس صالحا للشرب، لكن الكارثة الكبرى أن تفيق الدولة من سباتها فتمول مشروع توسعة مياه هذه المدينة والذي منطلقه قرية "كالينيورو" الواقعة على بعد 20 كلم , فتأتي بأنابيب لا تستطيع ان تضخ 1 متر مكعب من بعد 1 كلم ، فما بالك بعشرات الكيلومترات.
هذا عار وعيب، فعلى القائمين أن ينظروا بعين فاحصة لا ماحصة لهذه الوضعية، والأنابيب التي ذكرنا آنفا توقفت قبل أن تصل إلى المدينة ب 8 كلم لتحل محلها أنابيب أشبه هي بأنابيب السيارة الموصلة للبنزين إلا أن هذه بنزينها لا يصل إلى مقصوده.
____________________________________________
المقال الخامس:             بقلم:القاسم بن جدو

                                               هل من رجل رشيد؟   
قد لا يكون غريبا عليك أيها المتصف الكريم أن لو تحدثنا عن ما تعيشه مقاطعتنا- مقاطعة ولد ينج- من مآسي وآلام وصعوبات حقيقة ظلت مشكلات راسيات أمام تحديات الزمان وتقلباته.
فلا من حسن الحظ ولا بواقع الصدفة ولا بسوءه حتى، أخذا بالحسبان المقولة  التي تقول  أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب الى ضده، فلا حلول ولا بوادرها ولا حتى بصيص امل نستشرفه يجعل منا الروح والعاطفة والوطنية اللائي يرسخن القوة الذاتية التي مهما كمنت لابد من انبثاقها يوما بفجر جديد يعيد الآمال ويفتح الآفاق بتحقق أحلام قد تكون راودت النفوس سنين عديدة لتأخذ بهم حثيثا إلى سلالم الصعود والنجاح والإبداع، متسلحين لذلك فقط بالإيمان الراسخ بقضيتهم وأحقيتهم بهدفهم برؤية ساطعة واضحة مع أريحية النفس اعتمادا على مقاييس الصبر بأقسامه الثلاثة أمرا وحظرا وقدرا.
 ومع ما كان ولا يزال من المعاناة،عزيزي القارئ فالغريب في الأمر أنه لم يبرز من هذه المقاطعة سامون رافعون من شأنها شامخة، بل الأدهى من ذلك والأمر أن أمورها لا تزداد إلا قتامة  وظلاما دامسا يسود كل مواقفها مع ما تحويه من نخب متخصصين في شتى المجالات اجتماعيين وإداريين واقتصاديين وسياسيين ... بل الكل يعرض بنفسه ويجعل المسؤولية كاملة على عاتق الوطن – الدولة الموريتانية -  الكل يقف مكفوف الأيدي منتظرا الإنقاذ على طبق من ذهب بخطة إنقاذ أو خطة استعجاليه أو برنامج أمل مع أن الأحرى بنا أن نتساءل نحن عن أنفسنا ماذا قدمنا لوطننا عامة ولشامنا – مقاطعتنا – خاصة ليحق لنا الانتظار من الوطن أوسمة الشرف والتقدير والاحترام ونتصالح مع أنفسنا بعيدا عن السياسة والميول والنزعات والعادات الجاهلية والقبلية والفئوية لنصبح يدا واحدة ونقف متراصين سدا منيعا أمام كل معوقات التنمية من تخلف وجهل ...ونعمل جاهدين بكل قوانا الذاتية الباطنية عزيمة و إصرارا للنهوض بمقاطعتنا وولايتنا ووطننا عامة حثيثا نحو التقدم والازدهار مع أن الأمر لا يتطلب سوى تطوع كل فرد منا بمساهماته وتحمله لمسؤولياته  وأداءه لدوره الريادي كاملا دون اتكالية أو أنانية مع تكثيف الجهود والتنسيق المستمر والتضحية.
 هذه المواقف جميعا تؤكد من خلال هذه الدعوة الإصلاحية جهادا من كل شخص .
فإن آمنت بشيء فلم تبال في نشره وإقناع من حولك به والدعوة إليه مهما كانت التكلفة، حيث أن صفاء الذهن والعاطفة القوية والاندفاع هي أساس المقومات لتحقيق الهدف، فبإصلاحنا أفرادا سنصلح أسرا ثم مجتمعا.
_______________________________________________________
المقال السادس:







بقلم: سيدى ولد حدى







سيدى ولد حدى

تنمية الاوهام

فى خضم التحولات الذى يعيشها المجتمع المدنى بالريف اليوم، وهذه الهرولة الجماعية نحو عقد شراكات مع جهات اجنبية بعض السكان او غالبيتهم تجهل الى حد الساعة الاهداف الحقيقية التى جاءت من اجلها هذه المنظمات الى الريف.

وبالوقوف قليلا وتسليط الاضواء على خبايا وأسرار هذه الاتفاقيات فسنجد انها لا تخدم بأي شكل من الاشكال التنمية بالريف، والقصد هو التنمية الحقيقية بعيدا عن الشعارات الفضفاضة والفارغة فى كثير من الاحيان والتى ترفعها العديد من المنظمات التى تمكنت حقيقة من تنمية ارصدتها الشخصية فى البنوك وصارت عبارة عن مقاولات صغرى لإدارة مجموعة من المشاريع الوهمية فى غالب الاحيان باسم المجتمع الريفى المسكين الذى لا يحرك ساكنا .

تشرف هذه المنظمات وبالتعاون مع جمعيات المجتمع المدنى "الوهمية" على اغراق لمجتمع الريفى بقروض لاناس اعمتهم الحاجة عن خطورة الفوائد المرتفعة المرفقة بهذه القروض، ومن الطبيعى ان ينفقها هؤلاء فى تسوية بعض مشاكلهم اليومية المتراكمة لينتهى بهم المطاف وعند حلول الاجل الى بيع ماشيتهم او استدانة اخرى.

هذه المنظمات تستغل البطالة واليأس والمستقبل المظلم الذى يعيشه السواد الاعظم من مواطنينا وخاصة فئتي النساء والشباب، لعقد صفقات بالملايين على حساب الفئات المحرومة مقابل تمرير افكارهم التى جاءوا من اجلها، ففى صيف 1999 امام المسجد الجامع بمدينة سيليبابى و بحضور السلطات الادارية و الامنية يحذر ساكنة الولاية من منظمة اجنبية تخير اطفال المدارس بين حلوى حلوة المذاق مكتوب عليها "عيسى" وأخرى مقرفة عليها "محمد" امتعض الجميع من الخبر لكن السلطات حينها لم تحرك ساكنا، فلا تعجبوا اذن حين يقف أسقف نواكشوط مارتن هابي، ويقول إن في موريتانيا 4000 مسيحي، و30 مبشرا، و8 أساقفة.

طبعا من حقكم ان تطالبوا بكشف انشطة هذه المنظمات وحساباتها المالية والجمعيات العاملة فى ظلها، وفى ما تصرف تلك الملايين التى تضخ فى حسابها فى كل وقت وحين بدعوى تنمية الريف، او بالأحرى تنمية المرأة الريفية بما ان المرأة اصبحت هي كبش الفداء والموضة المنتشرة، فمن اراد رضى المنظمات الاجنبية عليه بالاشتغال فى تنمية المرأة الريفية، ولكم ان تتصوروا شكل التنمية الذى التى يريدها هؤلاء القادمون من وراء البحار لتقديم الصدقات من اجل سواد عيوننا نحن الريفيين الذين كنا دوما ضد سياسة الاستعمار الغربى الذى رفضه اجدادنا عاد الينا حاملا هداياه وصدقاته ليقدمها لنا هكذا ومن النوافذ بدل الابواب.

نعم من حقكم كمواطنين تنتمون الى هذه المدينة او تلك ان تطالبوا بكشف الانشطة والحسابات، ان تطالبوا بعقد لقاءات لعرض فحوى هذه الاتفاقيات، من حقكم ان تلعبوا دور المراقب مادامت هذه المنظمات والجمعيات من اجلكم وتتحدث وتتلقى الملايين باسمكم.

كما ان من حقكم ان تفضحوا المستغنين على حساب دينهم وكرامتهم وحريتهم على حساب وطنهم، حينها فقط سيركنون الى الهامش وسيشنقون على صفحات الاعلام وسيلوثون كتب التاريخ، الذى سيكشف حقائقهم.
_______________________________________
المقال السابع:
بقلم الأستاذ : حمزه ولد محفوظ المبارك
 
التعليم " رؤية من الداخل"

يعيش التعليم في بلا دنا ومنذ وقت بعيد تخبطا كبيرا في المشاريع المتسمة بقصر النظر , وضبابية الرؤية حول المشاكل الحقيقية لواقع التعليم , إذ لا يساورني أدنى شك أن مشكلات التنمية و التسيير و التخطيط و البحث والتفكير , إلى جانب معيقات الحركية التفاضلية السليمة لا تجعل الولاء للخبرة والتناسب والإقتدار والتي غالبا ما تقصي المنتج لصالح المعطل , وترتقي بالمدفوع على حساب المستحق , وتوكل الامر لغير أهله , وتسلب المثقف ثقافته وترمي به على ابواب التسكع الفكري بحثا عن لقمة العيش على حساب علمه وثقافته لتجعل منه خفا لولي نعمة لا يدري مدى جدارته ولا قوة عقله.
كل هذه العوامل لا شك أنها تعود إلى غياب التربية السليمة التي هي المصدر الاساسي للتغلب على جميع هذه المشاكل والمعيقات , فبالتربية السليمة الصحيحة المبنية على شرف المهنة , المشفوع بالإقتدار والجدارة والتضحية , هي وحدها التي يمكن ان تصنع مجتمعا ثاقب الرؤية قوي البنية يحترم العلم ويحتكم إليه في تسيير شؤونه جاعلا منه مطية للتقدم والرفاه.
إن واقع التعليم في بلادنا اليوم لا يختلف إثنان من الميدانيين العارفين به على أنه وصل درجة من الإفلاس تستحق الدراسة والتحليل والمعالجة أكثر مما تستحق من البكاء والتباكي والتلبيس , لأنه كلما أهملنا حال التعليم وغطينا على فشله - ولن نستطيع - كلما أطلقنا العنان للكثير من المشاكل ووسعنا الباب أمام مزيد من الإختلالات على جميع مستويات هذا القطاع , وكلما تقدم الزمن بهذه الوتيرة كلما خسرنا أجيالا من العقول التي تنضم بهذه الفطرة إلى أعباء الدولة المتزايدة بسبب المتغيرات العالمية المتلاحقة , وغلاء وسائل المعيشة وتزايد التحديات الصحية والأمنية والإجتماعية , التي لا يمكن تلبيتها إلا بكوادر وطنية فاعلة تملك عقيدة المواطنة والوطنية على حد السواء , وبمجتمع يمتلك على الأقل فهما لأبسط حقوقه و واجباته على نحو يختزل على الدولة بعض أعباء تطبيق القانون.
و من المعلوم ضرورة أن اي حركة في هذا المجال لا تعتمد على الباحثين الدارسين الميدانيين المخلصين وسف تضاف إلى سجل الخسارتين المادية والزمنية و وبوصفي ميداني و باحث في هذا المجال منذ عقد من الزمن فإنه بات من المحتوم علينا إصلاح هذا القطاع الذي بدون إصلاحه لا ترتجى أية تنمية حقيقية ولا تقدم يتيح للجميع وسائل الرفاه والعدالة والطمأنينة.

___________________________________________________

 المقال الثامن:
بقلم: جعفر ولد محمود - لهافر- فرنسا
جعفر ولد محمود

 

                                                    دعوة للتفكير قبل التغيير المنشود…
دوار شديد يصيبك حين تطل على خريطة وطنك وتفكر في مستقبل أبنائه، ودوار أشد يصيبك وأنت تستمع لخطاب الحاكم، والطامة الكبرى أن تنشد الخلاص في خطاب المعارضة. وإني لا أريد هنا الهجوم على أحد ولست معنيا بذلك، إنما أريد أن أقاسم أبناء وطني الغيورين كأس القهوة الذي احتسيه ولحظة التفكير في مستقبل الوطن خارج منطق الحاكم وخارج دائرة التنظير الرسمي لزعماء المعارضة.
إن أهم حالة سياسية أسس لها ما يطلق عليه إعلاميا "بالربيع العربي" من وجهة نظري هي انهيار سياسة التمثيل النخبوي، وانتقال زمام المبادرة من النخبة إلى الشعب، وسعي الجماهير إلى التغبير خارج إطار النظام وأجندة الأحزاب المعارضة حينا والموالية أحيانا، وهذا ما يجب أن نعيه جيدا في الحالة الموريتانية.


إن التغيير المنشود ليس بالضرورة حالة سياسية يجب أن تقودها المعارضة أو تؤسس لها الأحزاب بل من وجهة نظري التغيير الحقيقي والذي من الممكن أن يعبر عن كل موريتانيا لا يكون بمشاركة المعارضة القائمة حاليا، لأن أي تغيير اجتماعي يتطلب شروطا موضوعية لا تتوفر في معارضتنا الموقرة وأحزاب المناسبات التي يتزعمها قادتنا العظام، والشروط هي: نخبة مخلصة، ورؤية واضحة، وإدماج حقيقي لكل فئات المجتمع.
والمتتبع لمشهدنا السياسي يدرك أن نخبنا السياسية مع الأسف هي نخب مسكونة بالصراعات البينية والمصالح الضيقة، ومهمومة بالسلطة والقتال من أجل الوصول إليها، ولا تقبل الإقرار بفشلها وقلة خبرتها وعجزها عن تقديم بدائل واضحة للنهوض بالوطن.
والتجربة في موريتانيا تقول إن المعارضة القائمة حاليا بكل عناوينها هي السبب الرئيسي في إفشال كل استحقاق سياسي قادت له الظروف التي مر بها البلد، أو دعت له الحركات الانقلابية التي قامت بفعل الصراع على مستوى النخب العسكرية المتنفذة، فلماذا ننتظر منها أن تكون قاطرة للعبور بنا هذه المرة عبر بوابة الحراك العربي وفي زمن الجماهير الثائرة؟
ولو سلمنا جدلا أن لا خلاص بدون هذه المعارضة الكلاسيكية فكيف سيكون هذا الخلاص!؟ وكيف ستتفق هذه النخب المحنطة!؟
هل يتنازل الرئيس أحمد ولد داداه مثلا عن حلمه التقليدي في أن يكون رئيسا لموريتانيا من أجل حلم أكبر يتمثل في المصلحة العامة للبلاد!؟

وهل يرضى الإسلاميون مثلا أن يكونوا أقل حظا من إخوانهم في مصر وتونس والمغرب ولا يقطفون ثمرة "ربيع عربي" يقدمون أنفسهم على أنهم أهم نبتة فيه!؟ وقل مثل ذلك في ولد مولود ومسعود وبقية الشلة.
إن المسألة ليست في إسقاط نظام ضعيف ومتهالك وشرعيته على المحك، بل هي في التخطيط لما بعد النظام، ومن المعروف أن الأزمات السياسية ترهق الأنظمة وتطيح بها، لكن ضعف المعارضة وهشاشة خطابها وعجزها عن التعبير عن المشروع الاجتماعي الحقيقي والساعي للإصلاح وليس للمصالح يدعونا هنا للتفكير مليا في بدائل تكون تعبيرا حقيقيا عن الشعب قبل أي تغيير سياسي تضيعه المعارضة كما ضيعت كل فرص التغيير السابقة.
إن الثورة تكون عادة ضد نظام قائم بلوبياته ورجالاته، ويكون البديل هو طليعة المجتمع ونخبه المعارضة والرافضة للفساد، لكن في حالتنا يجب أن نراجع السيناريو الثوري، لنثور أولا ضد المعارضة، ونؤسس لبديل حقيقي يعبر عن المجتمع ويحمل مشروعا إصلاحيا حقيقيا يحتضن الجميع ويتسع للجميع وشرط الانضمام له هو الهم الوطني والرغبة في بناء موريتانيا.
قبل تحقيق هذا الهدف وإنتاج النخبة القادرة على النهوض بالبلد وتحديد الرؤية، وإدماج الجميع في مشروع الوطن لا قيمة للحديث عن التغيير ولا نتيجة للتغيير إن وقع، فالمشكلة ليست في شخص ولد عبد العزيز أو نظامه بل هو أهون من أن يستمر أمام رؤية وطنية صادقة تنشد التغيير، إنما المشكلة الحقيقية هي في خلق نواة التغيير الحقيقي ولو كانت معارضتنا تحمل هذه الرؤية لما كنا محكومين اليوم بنظام مثل نظام ولد عبد العزيز، ولما كلفت نفسي اليوم مؤونة كتابة هذه الأسطر والتي قد تستفز بعض الوطنيين من كتابنا.
____________________________________________________

المقال التاسع:


بقلم الأستاذ: حمزه ولد محفوظ /المبارك.

يحي الرئيس !!!

مررت على قوم  يريدون صلب رجل فوقفت لأشهد الواقعة، ساقوه مقيدا يكبونه على وجهه يحكمون قيده، وعندما أرادوا صلبه سألوه : بماذا تدافع عن نفسك أيها الزنديق حين سرقت خبزة من بيت الرئيس؟ فاجاب المسكين: لم أسرق أبدا، وما عرفت بيت الرئيس، وما رأيت خدما ولا حشما، إني مسكين خرجت سعيا للحصول على لقمة من محسن فنوديت فأجبت النداء فإذا هي فتاة قد مليء جسمها غداء وعشاء وفضلة، أخذت ما وهبتني وقبلت رأسها شكرا، وما إن رآني حارسها حتى وكزني، ضربني شتمني  عيرني بحالي ونادى باعلى صوته على جنده ليسحبوني، وكل ذنبي أني قبلت بنت الرئيس شكرا، لكنهم سموه تطاولا، وقرروا التلفيق علي بكل تهمة إلا ما فعلت لأنه لا يليق بالقصر المنيف ولا ببنت الرئيس أن يقبل رأسها مسكين ولو شكرا .

و ما زال المسكين يروي قصته خرج من بين المحتشدين رجل كأنه شبح وقال: هنيئا لك يا مسكين لقد وجدوا لك تهمة، إنك لمن الشهداء، أما عني فقد بليت بالحياة وهي اكبر بلاء في هذا الزمن، فلم أجد شيئا يستحق أن أموت من أجله، لكنني أموت كل يوم مئة مرة، فمرة اموت من خوفي من الموت و أخرى من نظرات الناس، وتارة من الجوع، من المرض من الظلم.............

إنني لأموت بسبب أطفالي الذين يموتون جوعا وجهلا وضياعا، فلا العيش يجدون و لا الدرس يفهمون ولا الله يعبدون.

ايها المسكين إنك حقا ضحية، لكن ذالك لا يفسد للود قضية، الموت حق لك مشروع، لا مفر منه، ولن يطول بك العمر، فإن لم تمت بحد السيف فلتموتن بحد الحيف .

و ما زال يكلمه و يسليه حتى ضربوا عنقه فقتلوه، ليسبح الضحية في بحر من دمه والناس في هلع شديد، ولم تمض إلا دقائق حتى تبدل الهلع هتافا، هتفوا بلسان واحد مصفقين : يحي الرئيس، يعيش الرئيس، جاء الحق و زهق الباطل، ثم انقلبوا إلى ديارهم يهتفون بإسم الزعيم.

حاولت أن أفهم شيئا مما حدث، وما زلت غارقا في تفكيري حتى وكزني شرطي بعصاه أن انصرف وإلا اتهموك بالتفكير وقتلوك، فإذا بلساني يردد دون نية يحي الرئيس يحي الرئيس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق